الاحلام في التلمود


الاحلام تتعبر في التلمود كنبوءات من النوع الرديء، وقد قُدّر أنها في الجزء الستين من النبوءات. ونقرأ حرفياً: “حثالة الموت الرقاد، وحثالة النبوءة الحلم”.
 وقد اكتسب الحلم الفردي حظوة أكبر فأكبر، وأصبح جزءاً من حياة الناس اليومية وثمة مقطع في التلمود يقول : أن الملحدين وحدهم لا يحلمون- وهو زعم ناجم على الأرجح عن فكرة أن التواصل مع الأعالي محظور على نفوسهم.
 كانت أهمية التفسير تزيد مع تزايد أهمية الأحلام. فلقد خطرت لليهود فكرة فريدة جداً 



تتناسب تماماً مع روح التعليم التلمودي: إما أن يرى المرء أحلاماً رديئة أو أن لا يرى. ففي الحالة الأولى لا يمكن للأسف إلغاؤها، لكن يمكن تبديل مضمونها عن طريق تفسيرات مؤاتية ويعلن التلمود: “الحلم الذي لم يفسّر كالرسالة التي لم تقرأ”. ورد عن اليهود :إذا استيقظ النائم بعد حلم رديء، يُفضَّل أن يستدير فوراً إلى الجانب الآخر ويواصل النوم. فإذا لم ينجح ذلك، فليمتنع الحالم عن رواية حلمه على مسمع شخص سيء وليطلب التفسير الصحيح له من ثلاثة أشخاص. يستدعي ثلاثة أشخاص ويقول لهم: “رأيت حلماً جيداً”. فيجيبون سبع مرات: “إنه جيد، فليبق جيداً. إن شاء الله الرؤوف يعود عليك بالخير”. وكان من لا يجد مؤقتاً مفسراً ذا نية حسنة فكان يرتب أموره بوسائله الخاصة مستعيناً باستشهاد ملائم يأخذه من التوراة. وكان يكفي ألا تتبادر إلى ذهنه الآية الرديئة لأن الأبواب تفتح إذ ذاك بمجملها أمام التأثيرات المؤذية. وقد كان الحاخام ياهوشع بن لاوي (القرن الثالث ب.م.) يقدم العديد من النصائح حول الآيات التي يمكن أن تؤثر تأثيراً حسناً في الأحلام: “من يرى عنباً في الحلم، عليه أن يستيقظ صباحاً ويقول: “كعنب في الصحراء…” (هوشع 9، 10) قبل أن تتبادر إلى ذهنه آية أخرى تقول: “عنبهم عنب سم” (تثنية 32، 32)”. “من يرى جبلاً في الحلم، عليه أن يستيقظ صباحاً ويقول: “ما أجمل قدمي البشير على الجبال” (اشعيا، 52، 7)، قبل أن تتبادر لذهنه آية تقول: “على الجبال ارفع بكاء ومرثاة” (ارميا 9، 9)”. “من يحلم بشعر يُقص، يستيقظ صباحاً ويقول: “حلق وأبدل ثيابه” (تكوين ? 41، 14) قبل أن تتبادر لذهنه آية تقول: “إذا كنت حليقاً تتركني قوتي” (قضاة ? 16- 17)”. “من يتمرى في الحلم في بئر ماء، يستيقظ صباحاً ويقول: “بئر ماء حياة” (تكوين 26، 19) قبل أن تتبادر لذهنه آية تقول: “كما يُنبع البئر مياهه، هكذا يُنبع شره” (ارميا- 6، 7)”. “من يرى ثوراً في الحلم يستيقظ صباحاً ويقول: “لثوره البكر، له المجد” (تثنية- 33، 17)، قبل أن تتبادر إلى ذهنه آية تقول: “إذا نطح ثور رجلاً بقرنه” (خروج، 21، 28)”. “من يرى نهراً في الحلم ينهض صباحاً ويقول: “لأنه هكذا تكلم يهوه: سأجري عليها سلاماً كنهر” (اشعيا. 66، 12)، قبل أن تتبادر لذهنه آية تقول: “سيأتي العدو كنهر” (اشعيا 59، 19)”. “من يرى عصفوراً في الحلم ينهض صباحاً ويقول: “كعصافير تنشر أجنحتها، هكذا سيحمينا يهوه” (اشعيا- 31، 5) قبل أن تتبادر لذهنه آية تقول: “مثل عصفور يطير من عشه…” (أمثال – 27، 8)”.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعلبات في المنام

رمز العضو الذكري

الجاهة في المنام