مناجاه


كان «السكندرى» يناجى ربه بدعوات ومناشدات صافية راقية، تعدّ قطعاً من الأدب الصوفى الرفيع، ومنها تلك المناجاة التى تقول:
 إلـهى: «كلما أخرسنى لؤمى أنطقنى كرمك، كلما أيستنى أوصافى أطمعتنى مننك». إلـهى: «هذا ذلى ظاهر بين يديك، وهذا حالى لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك، وبك أستدلّ عليك، اهدنى بنورك إليك، وأقمنى بصدق العبودية بين يديك». 
إلـهى: علّمنى من علمك المخزون، وصنّى بسر اسمك المصون، بك أنتصر فانصرنى، وعليك أتوكل فلا تكلنى، وإياك أسأل فلا تخيّبنى، وفى فضلك أرغب فلا تحرمنى، ولجنابك أنتسب فلا تبعدنى، وببابك أقف فلا تطردنى. 



 إلـهى: «أنت الذى أشرقت الأنوار فى قلوب أوليائك حتى عرفوك ووجدوك، وأنت الذى أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك، ولم يلجأوا إلى غيرك». 
إلـهى: «كيف يرجى سواك، وأنت ما قطعت الإحسان؟! وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟! يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين، أنت الذاكر من قبل الذاكرين، وأنت البادى بالإحسان من قبل توجه العابدين، وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستعرضين». 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعلبات في المنام

رمز العضو الذكري

الجاهة في المنام